فصل: تفسير الآيات (51- 55):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



أخرج ابن مردويه عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «الهالك في الفترة يقول: رب لم يأتني كتاب ولا رسول. ثم قرأ هذه الآية {ربنا لولا أرسلت إلينا رسولًا فنتبع آياتك ونكون من المؤمنين}».
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا ساحران تظاهرا وقالوا إنا بكل كافرون} قال: هم أهل الكتاب. يقول بالكتابين التوراة والفرقان فقال الله: {قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقين}.
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه {لولا أوتي مثل ما أوتي موسى} قال: يهود تأمر قريشًا أن تسأل محمدًا {مثل ما أوتي موسى من قبل} يقول الله لمحمد: قل لقريش يقولون لهم {أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا ساحران تظاهرا} قال: قول يهود لموسى وهارون {وقالوا إنا بكل كافرون} قال: يهود تكفر أيضًا بما أوتي محمد.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه {أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل} قال: من قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وسلم.
وأخرج الطبراني عن ابن الزبير رضي الله عنه أنه كان يقرأ: {قالوا ساحران تظاهرا}.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير أنه كان يقرأ: {قالوا ساحران تظاهرا} قال: موسى وهارون.
وأخرج عبد بن حميد والبخاري في تاريخه وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قرأ: {ساحران تظاهرا} بالألف قال: يعني موسى ومحمدًا عليهما السلام.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه أنه كان يقرأ: {سحران تظاهرا} قال: هما كتابان.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنه {قالوا ساحران تظاهرا} يقول: التوراة والفرقان.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه {قالوا ساحران تظاهرا} قال: التوراة والفرقان حين صدق كل واحد منهما صاحبه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عاصم الجحدري أنه كان يقرأ: {سحران تظاهرا} يقول: كتابان التوراة والفرقان. ألا تراه يقول: {فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه قال: لو كان يريد النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل {فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه} إنما أراد الكتابين.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن أبي رزين رضي الله عنه أنه كان يقرأها {سحران تظاهرا} يقول: كتابان التوراة والإِنجيل.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه {قالوا سحران تظاهرا} قال: ذلك اعداء الله اليهود للإِنجيل والقرآن قال: ومن قرأها {ساحران} يقول: محمد وعيسى.
وأخرج عبد بن حميد عن عبد الكريم أبي أمية قال: سمعت عكرمة يقول: {سحران} فذكرت ذلك لمجاهد فقال: كذب العبد قرأتها على ابن عباس {ساحران} فلم يُعِبْ علي.
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن مجاهد قال: سألت ابن عباس رضي الله عنهما وهو بين الركن والباب والملتزم وهو متكىء على يدي عكرمة فقلت: أسحران تظاهرا، أم ساحران؟ فقلت ذلك مرارًا فقال عكرمة {ساحران تظاهرا} اذهب أيها الرجل.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه {وقالوا إنا بكل كافرون} يقول: بالتوراة والقرآن.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد {وقالوا إنا بكل كافرون} قال: الذي جاء به موسى، والذي جاء به عيسى. اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

قال السمين: {فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى}.
قوله: {مِن قَبْلُ} إمَّا أَنْ يتعلَّقَ بيَكْفروا، أو ب {أُوْتِي} أي: مِنْ قبلِ ظهورِك.
قوله: {سِحْرَانِ} قرأ الكوفيون {سِحْران} أي: هما. أي: القرآن والتوراة، أو موسى وهارون وذلك على المبالغةِ، جعلوهما نفسَ السِّحْرِ، أو على حَذْفِ مضافٍ أي: ذَوا سِحْرَيْن. ولو صَحَّ هذا لكانَ يَنبغي أن يُفْرَدَ سِحْر ولكنه ثُنِّيَ تنبيهًا على التنويع. وقيل: المرادُ موسى ومحمدٌ عليهما السلام أو التوراةُ والإِنجيلُ. والباقون {ساحران} أي: موسى وهارون أو موسى ومحمدٌ كما تقدَّم.
قوله: {تَظَاهَرَا} العامَّةُ على تخفيفِ الظاءِ فعلًا ماضيًا صفةً ل {سِحْران} أو {ساحران} أي: تَعاوَنا. وقرأ الحسن ويحيى بن الحارث الذِّماري وأبو حيوة واليزيدي بشديدِها. وقد لحَّنهم الناسُ. قال ابن خالويه: تشديدُه لَحْنٌ؛ لأنه فعلٌ ماضٍ. وإنما يُشَدَّد في المضارع. وقال الهُذَلي: لا معنى له وقال أبو الفضل: لا أعرفُ وجهَه. وهذا عجيبٌ من هؤلاءِ وقد حُذِفَتْ نونُ الرفع في مواضعَ، حتى في الفصيح، كقولِه عليه السلام: «لا تَدْخلوا الجنةَ حتى تؤْمِنوا ولا تُؤْمنوا حتى تحابُّوا» ولا فرقَ بين كونِها بعد واوٍ وألفٍ أو ياءٍ، فهذا أصلُه تَتَظاهران فَأُدْغِم وحُذِفت نونُه تخفيفًا.
وقرأ الأعمش وطلحة وكذا في مصحف عبد الله {اظَّاهَرا} بهمزةِ وصلٍ وشدِّ الظاءِ، وأصلُها تَظاهرا كقراءةِ العامةِ، فلمَّا أُريد الإِدغامُ سَكَّنْتَ الأولَ فاجْتُلبَتْ همزةُ الوصل.
{قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (49)}.
قوله: {أَتَّبِعْهُ} جوابُ الأمرِ وهو {فَأْتوا} {منهما} أي: من التوراةِ والقرآنِ، وهو مؤيدٌ لقراءة: {سِحْران} أو مِنْ كتابَيْهُما على حذف مضافٍ، وهو مؤيد لقراءة: {ساحِران}. وزيد بن علي {أتَّبِعُه} بالرفع استئنافًا أي: فأنا أتَّبعُه.
{فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50)}.
قوله: {فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكَ} استجاب بمعنى أجاب. قال الزمخشري: فإنْ قلتَ: ما الفرقُ بين فعلِ الاستجابة في الآيةِ وبينه في قولِه:
فلم يَسْتَجِبْه عند ذاك مُجِيْبُ

حيثُ عُدِّيَ بغيرِ لامٍ؟ قلت: هذا الفعلُ يتعدى إلى الدعاء بنفسِه وإلى الداعي باللام، ويُحْذَفُ الدعاء إذا عُدِّي إلى الداعي في الغالب، فيقال: استجاب اللهُ دعاءَه أو استجاب له، ولايكاد يُقال: استجاب له دعاءَه. وأمَّا البيتُ فمعناه: فلم يَسْتَجبْ دعاءَه على حذفِ المضاف. قلت: قد تقدَّم تقريرُ هذا في البقرة، وأنَّ استجابَ بمعنى أجاب. والبيتُ الذي أشار إليه هو:
وداعٍ دَعا يا مَنْ يُجيب إلى الندى ** فلم يَسْتَجِبْه عند ذاك مُجيبُ

. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

من لطائف القشيري في الآية:
قال عليه الرحمة: {فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى}.
فلمَّا أتاهم الرسولُ كذَبوه، وقالوا هلاّ خُصَّ بمثل معجزات موسى في الظهور، وكان ذلك منهم خطأ، واقتراحًا في غير موضع الحاجة، وتَحكُّمًا بعد إزاحة العِلّةِ:
وكذا الملولُ إذا أراد قطيعةً ** مَلَّ الوصالَ وقال كان وكانا

ثم قال: أفلا تَذْكُرُون كيف كفروا بموسى وأخيه ورموهما بالسحر؟
وقال: إنْ ارتبتم أنَّ هذا الكتاب من عند الله فَأْتوا بكتابٍ مِثْلِه، واستعينوا بشركائكم. ومِنْ وقته إلى يومنا هذا لم يأتِ أحدٌ بسورة مِثْلِه، وإلى القيامة لا يأتون بكتابٍ مثله. اهـ.

.تفسير الآيات (51- 55):

قوله تعالى: {وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (51) الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53) أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (54) وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ (55)}.

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما أبلغ في هذه الأساليب في إظهار الخفايا، وأكثر من نصب الأدلة على الحق وإقامة على وجوب اتباع محمد صلى الله عليه وسلم، وكانوا بإعراضهم عن ذلك كله كأنهم منكرون لأن يكون جاءهم شيء من ذلك، قال ناسقًا على ما تقديره: فلقد آتيناك في هذه الآيات بأعظم البينات، منبهًا بحرف التوقع المقترن بأداة القسم على أنه مما يتوقع هنا أن يقال: {ولقد وصلنا} أي على ما لنا من العظمة التي مقتضاها أن يكفي أدنى إشارة منها {لهم} أي خاصة، فكان تخصيصهم بذلك منة عظيمة يجب عليهم شكرها {القول} أي أتبعنا بعض القول- الذي لا قول في الحقيقة سواه- بعضًا بالإنزال منجمًا، قطعًا بعضها في أثر بعض، لتكون جوابًا لأقولهم، وحلًا لإشكالهم، فيكون أقرب إلى الفهم، وأولى بالتدبر، مع تنويعه في وعد ووعيد، وأخبار ومواعظ، وحكم ونصائح، وأحكام ومصالح، وأكثرنا من ذلك حتى كانت آياته المعجزات وبيناته الباهرات كأنها أفراس الرهبان، يوم استباق الأقران، في حومة الميدان، غير أن كلًا منهما سابق في العيان.
ولما بكتهم بالتنبيه بهذا التأكيد على مبالغتهم في الكذب بالقول أو بالفعل في أنه ما أتاهم ما يقتضي التذكير أتبع ذلك التوصيل عليه فقال: {لعلهم يتذكرون} أي ليكون حالهم حال الذين يرجى لهم أن يرجعوا إلى عقولهم فيجدوا فيما طبع فيها ما يذكرهم بالحق تذكيرًا، بما أشار إليه الإظهار.
ولما كان من التذكر ما دل عليه مجر العقل، ومنه ما انضم إليه مع ذلك العقل، وكان صاحب هذا القسم أجدر بأن يتبصر، وكان كأنه قيل: هل تذكروا؟ قيل: نعم أهل الكتاب الذين هم أهله حقًا تذكروا حقًا، وذلك معنى قوله: {الذين آتيناهم} أي بعظمتنا التي حفظناهم بها {الكتاب} أي العلم من التوراة والإنجيل وغيرهما من كتب الأنبياء، وهم يتلون ذلك حق تلاوته، في بعض الزمان الذي كان {من قبله} أي القرآن {هم} أي خاصة {به} أي القرآن، لا بشيء مما يخالفه {يؤمنون} أي يوقعون الإيمان به في حال وصوله إليهم إيمانًا لا يزال يتجدد؛ ثم أكد هذا المعنى بقوله: {وإذا يتلى} أي تتجدد تلاوته {عليهم قالوا} مبادرين: {آمنا به} ثم عللوا ذلك بقولهم الدال على غاية المعرفة، مؤكدين لأن من كان على دين لا يكاد يصدق رجوعه عنه، فكيف إذا كان أصله حقًا من عند الله، {إنه الحق} أي الكامل الذي ليس وراءه إلا الباطل، مع كونه {من ربنا} المحسن إلينا، وكل من الوصفين موجب للتصديق والإيمان به؛ ثم عللوا مبادرتهم إلى الإذعان منبهين على أنهم في غاية البصيرة من أمره بأنهم يتلون ما عندهم حق تلاوته، لا بألسنتهم فقط، فصح قولهم الذي دل تأكيدهم له على اغتباطهم به الموجب لشكره: {إنا كنا} أي كونًا هو في غاية الرسوخ؛ وأشار إلى أن من صح إسلامه ولو في زمن يسير أذعن لهذا الكتاب، بإثبات الجار، فقال: {من قبله مسلمين} أي منقادين غاية الانقياد لما جاءنا من عند الله من وصفه وغير وصفه وافق هوانا وما ألفناه أو خالفه، لا جرم كانت النتيجة: {أولئك} أي العالو الرتبة {يؤتون} بناه للمفعول لأن القصد الإيتاء، والمؤتى معروف {أجرهم مرتين} لإيمانهم به غيبًا وشهادة، أو بالكتاب الأول ثم الكتاب الثاني {بما صبروا} على ما كان من الإيمان قبل العيان، بعدما هزهم إلى النزوع عنه إلف دينهم الذي كان، وغير ذلك من امتحان الملك الديان.
ولما كان الصبر لا يتم إلا بالاتصاف بالمحاسن والانخلاع من المساوىء، قال عاطفًا على {يؤمنون} مشيرًا إلى تجديد هذه الأفعال كل حين: {ويدرءون بالحسنة} من الأقوال والأفعال {السيئة} أي من ذلك كله فيمحونها بها.
ولما كان بعض هذا الدرء لا يتم إلا بالجود قال: {ومما رزقناهم} أي بعظمتنا، لا بحول منهم ولا قوة، قليلًا كان أو كثيرًا {ينفقون} معتمدين في الخلق على الذي رزقه؛ قال البغوي: قال سعيد بن جبير: قدم مع جعفر رضي الله تعالى عنه من الحبشة أربعون رجلًا، يعني: فأسلموا، فلما رأوا ما بالمسلمين من الخصاصة استأذنوا النبي صلى الله عليه وسلم في أموالهم، فأتوا بها فواسوا بها المسلمين.
ولما ذكر أن السماح بما تضن النفوس به من فضول الأموال من أمارات الإيمان، أتبعه أن حزن ما تبذله الألسن من فضول الأقوال من علامات العرفان، فقال: {وإذا سمعوا اللغو} أي ما لا ينفع في دين ولا دنيا من شتم وتكذيب وتعبير ونحوه {أعرضوا عنه} تكرمًا عن الخنا {وقالوا} أي وعظًا وتسميعًا لقائله: {لنا} أي خاصة {أعمالنا} لا تثابون على شيء منها ولا تعاقبون {ولكم} أي خاصة {أعمالكم} لا نطالب بشيء منها، فنحن لا نشتغل بالرد عليكم لأن ذمكم لنا لا ينقصنا شيئًا من أجرنا ولا الاشتغال برده ينقصنا.
ولما كان معنى هذا أنهم سالمون منهم، صرحوا لهم به فقالوا: {سلام عليكم} أي منا.
ولما جرت العادة بأن مثل هذا يكسر اللاغي، ويرد الباغي، أشاروا لهم إلى قبح حالهم، ردًا على ضلالهم، بقولهم تعليلًا لما مضى من مقالهم: {لا نبتغي} أي لا نكلف أنفسنا أن نطلب {الجاهلين} أي نريد شيئًا من أحوالهم أو أقوالهم، أو غير ذلك من خلالهم. اهـ.